عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا متفق عليه‌
Click to Visit Click to Visit Click to Visit Click to Visit Click to Visit
يقول الشيخ عبد السلام بن برجس رحمه الله في رسالته - عوائق الطلب -(فـيا من آنس من نفسه علامة النبوغ والذكاء لا تبغ عن العلم بدلا ، ولا تشتغل بسواه أبدا ، فإن أبيت فأجبر الله عزاءك في نفسك،وأعظم أجر المسلمين فـيك،مــا أشد خسارتك،وأعظم مصيبتك)

الأربعاء، 6 مارس 2013

العلوم الشرعية التي يبدأ بها طالب العلم






نصيحة للشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله تعالى



يقول السائل: بمناسبة الكلام عن العلم والتعلم، ما هي العلوم الشرعية التي تنصحون 

طالب العلم أن يبتدأ بها؟ هل هي الحديث أم اللغة أم التفسير أم أصول الفقه، إلى آخره؟
الشيخ: يختلف هذا - بطبيعة الحال - من طالب إلى آخر. طالب مثلاً متخرج من المدرسة الابتدائية، فهذا يجب أن يدرس الفقه ليتمكن من تصحيح عباداته التي فُرِضَتْ عليه، كالصلاة والصيام ونحو ذلك من الأحكام. فإذا قيل له: ادرس ما سبق أن أشرنا إليه آنفاً، ادرس علم أصول الفقه وادرس علم أصول الحديث وادرس تراجم رواة الحديث وإلى آخره، هذا أولاً يأخذ معه سنين طويلة، وثانياً ثمرة هذا العلم - من حيث أن يفهم الحرام والحلال - سيتأخر به سنين وسيعيش جاهلاً لا يُحسن أن يتوضأ ولا أن يصلي ولا أن يصوم إلا وهو جاهلٌ بأحكام الدين. ولذلك، فأوَّلُ ما ينبغي لطالب العلم: أن يدرس علم الفقه، كما قال عليه السلام ((من يُرِدِ اللهُ به خيراً، يُفَقِّهْهُ في الدين)). ولكن، بهذه المناسبة، لابُدَّ لي من التذكير بأنَّ طالب العلم يجب أن يدرس الفقه على عَالِمٍ وعلى رَجُلٍ - إن تَيَسَّرَ له ذلك، نعود للبحث السابق - يكون مُتَمَكِّناً في معرفة أدلة الكتاب والسُّنَّة، أي يَعْرِف ما يسمى اليوم بـ "الفقه المُقَارَن"، يعرف المذاهب وآرائهم في المسائل التي اختلف فيها العلماء، وهو - أي هذا العالم - سَيُقَدِّم لتلميذه أو تلامذته الصافي من هذه الاختلافات، لأنه عالم بالكتاب والسنة ولأنه يستطيع أن يعود إلى تطبيق قوله تعالى {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إلى اللهِ والرسولِ إنْ كنتم تؤمنون باللهِ واليومِ الآخرِ} [سورة النساء:59]. شرط عظيم جداً، مفهومه: إن كنتم لا تؤمنون بالله واليوم الآخر لا ترجعون إلى كتاب الله وإلى سُنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم. ولذلك ينبغي للإنسان المسلم أن (يتوفر) هذا الشرط: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إلى اللهِ والرسولِ إنْ كنتم تؤمنون باللهِ واليومِ الآخرِ ذلك خيرٌ وأحسنُ تأويلاً}، أي عاقبة. إنْ تَيَسَّرَ له مثل هذا العالم، فقد وقع على الكنز الثمين. وإن لم يتيسر، فلا بُدَّ له أن يدرس - حينئذٍ - الفقه المذهبي، أن يختار عالماً متمكناً في مذهب من المذاهب الأربعة يدرس على يديه. فإذا كتب اللهُ له - مع الاستمرار في طلبه للعلم ودراسته للوسائل التي ذكرناها آنفاً من أصول الفقه وأصول الحديث وتراجم الرجال وإلى آخر ما هناك من وسائل - ففيما بعد، سيتبين له الحق مما اختلف فيه الناس. إذاً، الطريقة الأولى هي الطريقة المُثلى، ولكني أعلم أنها قد لا تتيسر لكل طالب علم، وذلك لا يُسّوِّغ له أن يظلَّ جاهلاً، بل عليه أن يدرس فقه العلماء، لكن لا يخلط - لا يُلَفِّق - بين مذهب ومذهب فيتبع هواه، لأنَّ اتباع الهوى: مَضَلَّة ما بعدها مَضَلَّة.
 (انتهى)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق