عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا متفق عليه‌
Click to Visit Click to Visit Click to Visit Click to Visit Click to Visit
يقول الشيخ عبد السلام بن برجس رحمه الله في رسالته - عوائق الطلب -(فـيا من آنس من نفسه علامة النبوغ والذكاء لا تبغ عن العلم بدلا ، ولا تشتغل بسواه أبدا ، فإن أبيت فأجبر الله عزاءك في نفسك،وأعظم أجر المسلمين فـيك،مــا أشد خسارتك،وأعظم مصيبتك)

السبت، 20 أغسطس 2016

لذَّة العلم


قال الخطيب البغدادي: حدَّثني أبو النجيب عبد الغفَّارُ بن عبد الواحد الأرمويُّ مُذاكرةً قال: سمعت الحسن بن عليٍّ المقرئ يقول: سمعت أبا الحسين بن فارسٍ اللغوي يقول: سمعت الأستاذَ ابن العميد يقول: «ما كنت أظنُّ أنَّ في الدنيا حلاوةً ألذَّ من الرئاسة والوزارة التي أنا فيها حتى شاهدتُ مذاكرةَ سليمان بن أحمد الطبرانيِّ وأبي بكرٍ الجعابيِّ بحضرتي، فكان الطبراني يغلب الجعابيَّ بكثرة حفظه، وكان الجعابيُّ يغلب الطبرانيَّ بفطنته وذكاء أهل بغداد، حتى ارتفعت أصواتهما ولا يكاد أحدهما يغلب صاحبَه، فقال الجعابيُّ: «عندي حديثٌ ليس في الدنيا إلَّا عندي»، فقال: «هاته»، فقال: «نا أبو خليفة: نا سليمان بن أيُّوب ..»، وحدَّث بالحديث، فقال الطبراني: «أنا سليمان بن أيُّوب!، ومنِّي سمع أبو خليفة، فاسمع منِّي حتى يعلوَ إسنادُك، فإنك تروي عن أبي خليفة عنِّي!» فخجل الجعابيُّ وغلبه الطبرانيُّ»، قال ابن العميد: «فوددتُ ـ في مكاني ـ أنَّ الوزارة والرئاسة ليتها لم تكن لي وكنت الطبرانيَّ، وفرحت مثل الفرح الذي فرح به الطبرانيُّ لأجل الحديث، أو كما قال.. اﻫ».
[«الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع» (٢/ ٤١٢)]
صدق، والله هذه اللذَّة، لا لذَّة الشهوات والمناصب الزائلة.
وقال الإمام إبراهيم بن أدهم: «لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من السرور والنعيم إذًا لجالدونا عليه بالسيوف».
[«حلية الأولياء» (٧/ ٣٧٠)]
وقال ابن القيِّم: حدَّثني شيخنا [ابن تيمية] قال: «ابتدأني مرضٌ فقال لي الطبيب: «إنَّ مطالعتك وكلامك في العلم يزيد المرض»، فقلت له: «لا أصبر على ذلك، وأنا أحاكمك إلى علمك، أليست النفس إذا فرحت وسُرَّت قويت الطبيعة فدفعت المرض؟» فقال: «بلى»، فقلت له: «فإنَّ نفسي تُسَرُّ بالعلم؛ فتقوى به الطبيعة، فأجد راحةً»، فقال : «هذا خارجٌ عن علاجنا»، أو كما قال».

[«روضة المحبِّين» (٧٠)، و«مفتاح دار السعادة» (١/ ٢٥٠)]

الجمعة، 25 مارس 2016

أسطوانة صوتيات الشيخ الفاضل سليمان بن سليم الله الرحيلي حفظه الله تعالى




بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه













الاسطوانة تحوي ملفات صوتية بصيغة mp3
بحجم 4 جيقا
وهي مقسمة على 6 اجزاء كل 700 ميقا الا الاخير حوالي 260 ميقا


التحميل

الجزء الاول
الجزء الثاني
الجزء الثالث
الجزء الرابع
الجزء الخامس
الجزء السادس

الخميس، 17 مارس 2016

لا يليق بالمسلمين أن يفتنوا أنفسهم باللهو واللعب



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد  لله، وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد، ففي الأيام الماضية كان غالب شعوب العالم ولاسيما كثرة كاثرة من المسلمين أجسامهم في أوطانهم وقلوبهم في دولة البرازيل يتابعون فيها ما يجري على أرضها من مباريات لما أسموه بطولة كأس العالم لكرة القدم لمعرفة من يفوز بهذه المباريات ومن يهزم؛ وكلهم في الحقيقة مهزومون، والأنكى في ذلك أنه في ليلة السبت آخر ليلة من شعبان هذا العام أعلن عن تأهل منتخب الجزائر فحصل للجزائريين ابتهاج وأفراح بهذا النصر المزعوم حتى إنه حصل من بعضهم في المدينة ممن وصلوا إليها للزيارة إظهار هذا الابتهاج من رجال ونساء بأصوات مرتفعة، وإذا كان هذا ممن جاءوا للعبادة فكيف بغيرهم؟! وقد أخبرني بعض الذين شاهدوا تجمعاً من بعضهم قريباً من ساحات المسجد النبوي لإظهار هذا الابتهاج، ولا يفوتني عند ذكر هذا الفرح من بعض الجزائريين بالفوز بهذه الألعاب أن أنوِّه بجدٍ في الجزائريين؛ وذلك لكثرة الحريصين على طلب العلم والتفقه في الدين بحضورهم دروس العلم وكثرة السائلين عن أمور الدين، والطلاب الذين يحضرون دروسي بالمسجد النبوي من الجزائر أكثر من أي بلد آخر بعد السعوديين.


وإن مما يؤسف له افتتان كثير من دول وشعوب العالم العربي والإسلامي بألعاب كرة القدم، وكثرة المشجعين والمتابعين لهذه الألعاب، ومن لم يتابعها في الحضور إلى أماكن إقامتها فإنه يتابعها عن طريق الإذاعات المرئية والقنوات الفضائية.

الأحد، 13 مارس 2016

من كلمات الشيخين ابن باز والعثيمين في خطورة كشف النساء وجوههن واختلاطهن بالرجال

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم وبارك على من لا نبي بعده، نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
أما بعد؛ فإن من أبرز العلماء الناصحين المصلحين في بلاد الحرمين في هذا الزمان شيخنا شيخ الإسلام في زمانه عبدالعزيز بن عبدالله بن باز والشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمهما الله وغفر لهما وجزاهما عن الإسلام والمسلمين خيراً، فقد كانا من العلماء الربانيين الذين جمعوا بين العلم والعمل والتعليم والدعوة إلى الحق والهدى، وقد قال ابن الأعرابي: «لا يقال للعالم رباني حتى يكون عالماً عاملاً معلماً» ذكره ابن حجر في فتح الباري (1/162)، وقد نفع الله بهما نفعاً عظيماً في حياتهما وخلَّفا بعدهما تراثاً علمياً واسعاً يتمثل في رسائل وفتاوى بلغت عشرات المجلدات لكل منهما،

فمِثلهما يعوَّل على كلامه في مسائل الشرع، وقد ابتليت بلاد الحرمين في الآونة الأخيرة بمكر من المستغربين التغريبيين بتساهل النساء في السفور وكشف الوجوه واختلاطهن بالرجال في مجالس ولجان ومنتديات وأعمال واستوديوهات إذاعة وغير ذلك، وفيهن ـ بسبب قلة الحياء ـ من تمازح وتضاحك من تطلق عليه زميلها وكأنه أحد محارمها، وقد رأيت من المناسب إيراد شيء من كلماتهما في أخطار هذه الفتنة.
أولاً: من كلمات شيخنا الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله قوله في مجموع فتاويه (5/224): «ومن المعلوم أن الدعوة إلى سفور المرأة عن وجهها دعوة باطلة ومنكرة شرعا وعقلاً ومناهضة للدين الإِسلامي ومعادية له ... ودعاة السفور المروجون له يدعون إلى ذلك إما عن جهل وغفلة وعدم معرفة لعواقبه الوخيمة، وإما عن خبث نية وسوء طوية لا يعبأون بالأخلاق الفاضلة ولا يقيمون لها وزنا، وقد يكون عن عداوة وبغضاء كما يفعل العملاء والأجراء من الخونة والأعداء فهم يعملون لهذه المفسدة العظيمة والجائحة الخطيرة، ليلاً ونهارا، سرًا وجهارًا، جماعة وأفرادا، إنهم يدعون إلى تحرير المرأة من الفضيلة والشرف والحياء والعفة إلى الدناءة والخسة والرذيلة وعدم الحياء ... والدعوة إلى السفور ورفض الحجاب دعوة لا تعود على المسلمين ذكورهم وإناثهم بخير في دينهم ولا دنياهم، بل تعود عليهم بالشر والفجور وكل ما يكرهه الله ويأباه، فالحكمة والخير للمسلمين جميعا في الحجاب لا السفور في حال من الأحوال ... ومعلوم أن تغطية المرأة لوجهها ومفاتنها أمر واجب دل على وجوبه الكتاب والسنة وإجماع السلف الصالح»، ثم ذكر جملة من الأدلة من الكتاب والسنة على ذلك.
وقوله (5/234): «وبكل حال فاختلاط البنين والبنات في المراحل الابتدائية منكر لا يجوز فعله لما يترتب عليه من أنواع الشرور».
وقوله (5/237): «وإذا تأملنا السفور وكشف المرأة وجهها للرجال الأجانب وجدناه يشتمل على مفاسد كثيرة منها الفتنة التي تحصل بمظهر وجهها وهي من أكبر دواعي الشر والفساد ومنها زوال الحياء عن المرأة وافتتان الرجال بها ... فإن المرأة إذا رأت نفسها مساوية للرجل في كشف الوجه والتجول سافرة لم يحصل منها حياء ولا خجل من مزاحمة الرجال، وفي ذلك فتنة كبيرة وفساد عظيم».
وقوله كما في مجلة البحوث الإسلامية (15/247): «ذلك أنَّ من المعلوم بأنَّ نزول المرأة للعمل في ميدان الرِّجال يُؤدي إلى الاختلاط المذموم والخلوة بهنَّ، وذلك أمرٌ خطير جدّاً له تبعاته الخطيرة وثمراته المُرَّة وعواقبه الوخيمة، وهو مصادم للنصوص الشرعية التي تأمر المرأة بالقرار في بيتها والقيام بالأعمال التي تخصُّها وفطَرَها الله عليها، مما تكون فيه بعيدة عن مخالطة الرجال».
وقوله في مقدمة رسالته في الحجاب والسفور: «فلا يخفى على كل من له معرفة ما عمت به البلوى في كثير من البلدان من تبرج الكثير من النساء وسفورهن وعدم تحجبهن من الرجال، وإبداء الكثير من زينتهن التي حرم الله عليهن إبداءها، ولا شك أن ذلك من المنكرات العظيمة والمعاصي الظاهرة، ومن أعظم أسباب حلول العقوبات ونزول النقمات لما يترتب على التبرج والسفور من ظهور الفواحش وارتكاب الجرائم وقلة الحياء وعموم الفساد».
وقوله في مجموع فتاواه (1/423ـ430): «وأمر الله سبحانه للمرأة بقرارها في بيتها ونهيها عن التبرج معناه: النهي عن الاختلاط وهو: اجتماع الرجال بالنساء الأجنبيات في مكان واحد بحكم العمل أو البيع أو الشراء أو النزهة أو السفر أو نحو ذلك؛ لأن اقتحام المرأة في هذا الميدان يؤدي بها إلى الوقوع في المنهي عنه، وفي ذلك مخالفة لأمر الله وتضييع لحقوقه المطلوب شرعا من المسلمة أن تقوم بها ... قال الله جل وعلا: { قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ } الآية، يأمر الله نبيه عليه الصلاة والسلام أن يبلغ المؤمنين والمؤمنات أن يلتزموا بغض النظر وحفظ الفرج عن الزنا ثم أوضح سبحانه أن هذا الأمر أزكى لهم. ومعلوم أن حفظ الفرج من الفاحشة إنما يكون باجتناب وسائلها ولا شك أن إطلاق البصر واختلاط النساء بالرجال والرجال بالنساء في ميادين العمل وغيرها من أعظم وسائل وقوع الفاحشة، وهذان الأمران المطلوبان من المؤمن يستحيل تحققهما منه وهو يعمل مع المرأة الأجنبية كزميلة أو مشاركة في العمل له. فاقتحامها هذا الميدان معه واقتحامه الميدان معها لا شك أنه من الأمور التي يستحيل معها غض البصر وإحصان الفرج والحصول على زكاة النفس وطهارتها ... وقد يتعلق بعض دعاة الاختلاط ببعض ظواهر النصوص الشرعية التي لا يدرك مغزاها إلا من نور الله قلبه وتفقه في الدين وضم الأدلة الشرعية بعضها إلى بعض وكانت في تصوره وحدة لا يتجزأ بعضها عن بعض، ومن ذلك خروج بعض النساء مع الرسول صلى الله عليه وسلم في بعض الغزوات، والجواب عن ذلك أن خروجهن كان مع محارمهن لمصالح كثيرة لا يترتب عليه ما يخشى عليهن من الفساد، لإيمانهن وتقواهن وإشراف محارمهن عليهن وعنايتهن بالحجاب بعد نزول آيته بخلاف حال الكثير من نساء العصر، ومعلوم أن خروج المرأة من بيتها إلى العمل يختلف تماما عن الحالة التي خرجن بها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغزو فقياس هذه على تلك يعتبر قياسا مع الفارق ... لقد ذكرنا من الأدلة الشرعية والواقع الملموس ما يدل على تحريم الاختلاط واشتراك المرأة في أعمال الرجال مما فيه كفاية ومقنع لطالب الحق، ولكن نظرا إلى أن بعض الناس قد يستفيدون من كلمات رجال الغرب والشرق أكثر مما يستفيدون من كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وكلام علماء المسلمين، رأينا أن ننقل لهم ما يتضمن اعتراف رجال الغرب والشرق بمضار الاختلاط ومفاسده لعلهم يقتنعون بذلك، ويعلمون أن ما جاء به دينهم العظيم من منع الاختلاط هو عين الكرامة والصيانة للنساء وحمايتهن من وسائل الإضرار بهن والانتهاك لأعراضهن، قالت الكاتبة الإنجليزية اللادي كوك: (إن الاختلاط يألفه الرجال، ولهذا طمعت المرأة بما يخالف فطرتها، وعلى قدر كثرة الاختلاط تكون كثرة أولاد الزنا وههنا البلاء العظيم على المرأة إلى أن قالت: علموهن الابتعاد عن الرجال أخبروهن بعاقبة الكيد الكامن لهن بالمرصاد)، وقال شوبنهور الألماني: (قل هو الخلل العظيم في ترتيب أحوالنا الذي دعا المرأة لمشاركة الرجل في علو مجده وباذخ رفعته، وسهل عليها التعالي في مطامعها الدنيئة حتى أفسدت المدنية الحديثة بقوى سلطانها ودنيء آرائها)، وقال اللورد بيرون: (لو تفكرت أيها المطالع فيما كانت عليه المرأة في عهد قدماء اليونان لوجدتها في حالة مصطنعة مخالفة للطبيعة ولرأيت معي وجوب إشغال المرأة بالأعمال المنزلية مع تحسن غذائها وملبسها فيه وضرورة حجبها عن الاختلاط بالغير) اهـ، وقال سامويل سمايلس الإنجليزي: (إن النظام الذي يقضي بتشغيل المرأة في المعامل مهما نشأ عنه من الثروة للبلاد فإن نتيجته كانت هادمة لبناء الحياة المنزلية، لأنه هاجم هيكل المنزل، وقوض أركان الأسرة، ومزق الروابط الاجتماعية، فإنه يسلب الزوجة من زوجها والأولاد من أقاربهم فصار بنوع خاص لا نتيجة له إلا تسفيل أخلاق المرأة، إذ وظيفة المرأة الحقيقية هي القيام بالواجبات المنزلية مثل ترتيب مسكنها وتربية أولادها والاقتصاد في وسائل معيشتها مع القيام بالاحتياجات البيتية، ولكن المعامل تسلخها من كل هذه الواجبات بحيث أصبحت المنازل خالية وأضحت الأولاد تشب على عدم التربية، وتلقى في زوايا الإهمال وأطفئت المحبة الزوجية وخرجت المرأة عن كونها الزوجة الظريفة والقرينة المحبة للرجل، وصارت زميلته في العمل والمشاق، وباتت معرضة للتأثيرات التي تمحو غالبا التواضع الفكري والأخلاقي الذي عليه مدار حفظ الفضيلة)، وقالت الدكتورة إيدايلين: (إن سبب الأزمات العائلية في أمريكا وسر كثرة الجرائم في المجتمع هو أن الزوجة تركت بيتها لتضاعف دخل الأسرة فزاد الدخل وانخفض مستوى الأخلاق ثم قالت: إن التجارب أثبتت أن عودة المرأة إلى الحريم هو الطريقة الوحيدة لإنقاذ الجيل الجديد من التدهور الذي يسير فيه)، وقال أحد أعضاء الكونجرس الأمريكي: (إن المرأة تستطيع أن تخدم الدولة حقا إذا بقيت في البيت الذي هو كيان الأسرة)، وقال عضو آخر: (إن الله عندما منح المرأة ميزة إنجاب الأولاد لم يطلب منها أن تتركهم لتعمل في الخارج بل جعل مهمتها البقاء في المنزل لرعاية هؤلاء الأطفال)، وقال شوبنهور الألماني أيضا: (اتركوا للمرأة حريتها المطلقة كاملة بدون رقيب ثم قابلوني بعد عام لتروا النتيجة ولا تنسوا أنكم ستَرْثون معي للفضيلة والعفة والأدب وإذا مت فقولوا: أخطأ أو أصاب كبد الحقيقة)، ذكر هذه النقول كلها الدكتور مصطفى حسني السباعي رحمه الله في كتابه (المرأة بين الفقه والقانون)».
ثانياً: ومن كلمات الشيخ العلامة محمد بن عثيمين رحمه الله قوله في «رسالة الحجاب» (ص5): «اعلم ـ أيها المسلم ـ أن احتجاب المرأة عن الرجال الأجانب وتغطية وجهها أمر واجب دل على وجوبه كتاب ربك تعالى، وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلّم، والاعتبار الصحيح، والقياس المطرد» ثم ذكر أربعة أدلة من القرآن وستة من السنة، ثم قال: «الدليل الحادي عشر: الاعتبار الصحيح والقياس المطرد الذي جاءت به هذه الشريعة الكاملة وهو إقرار المصالح ووسائلها والحث عليها، وإنكار المفاسد ووسائلها والزجر عنها. فكل ما كانت مصلحته خالصة أو راجحة على مفسدته فهو مأمور به أمر إيجاب أو أمر استحباب. وكل ما كانت مفسدته خالصة أو راجحة على مصلحته فهو نهي تحريم أو نهي تنزيه. وإذا تأملنا السفور وكشف المرأة وجهها للرجال الأجانب وجدناه يشتمل على مفاسد كثيرة وإن قدر فيه مصلحة فهي يسيرة منغمرة في جانب المفاسد. فمن مفاسده:
1 ـ الفتنة، فإن المرأة تفتن نفسها بفعل ما يجمل وجهها ويبهيه ويظهره بالمظهر الفاتن. وهذا من أكبر دواعي الشر والفساد.
2 ـ زوال الحياء عن المرأة الذي هو من الإيمان ومن مقتضيات فطرتها. فقد كانت المرأة مضرب المثل في الحياء. «أحيى من العذراء في خدرها»، وزوال الحياء عن المرأة نقص في إيمانها، وخروج عن الفطرة التي خلقت عليها.
3 ـ افتتان الرجال بها لاسيما إذا كانت جميلة وحصل منها تملق وضحك ومداعبة في كثير من السافرات وقد قيل «نظرة فابتسامة، فسلام، فكلام، فموعد فلقاء»، والشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم. فكم من كلام وضحك وفرح أوجب تعلق قلب الرجل بالمرأة، وقلب المرأة بالرجل فحصل بذلك من الشر ما لا يمكن دفعه نسأل الله السلامة.
4 ـ اختلاط النساء بالرجال، فإن المرأة إذا رأت نفسها مساوية للرجل في كشف الوجه والتجول سافرة لم يحصل منها حياء ولا خجل من مزاحمة، وفي ذلك فتنة كبيرة وفساد عريض».
وقوله في شرح كتاب رياض الصالحين (2/485): «ثم إن أعداءنا أعداء دين الله، وأعداء شريعته، وأعداء الحياء يريدون أن يُقحِموا المرأة في وظائف الرجال، حتى يُضيِّقوا على الرجال الخناق، ويجعلوا الشباب يتسكَّعون في الأسواق، ليس لهم شغل، ويحصل من فراغهم هذا شر كبير وفتنة عظيمة، لأن الشباب والفراغ والغنى من أعظم المفاسد كما قيل: 
إنَّ الشَّباب والفراغَ و الجِده ** مفسدةٌ للمرء أيُّ مَفْسَده
فهم يُقحمون النساء الآن بالوظائف الرجالية ويدَعون الشباب، ليفسد الشباب وليفسد النساء. أتدرون ماذا يحدث؟ يحدث بتوظيفهن مع الرجال مفسدة الاختلاط، ومفسدة الزنا والفاحشة، سواء في زنى العين، أو زنى اللسان، أو زنى اليد، أو زنى الفرج، كل ذلك محتمل إذا كانت المرأة مع الرجل في الوظيفة. وما أكثر الفساد في البلاد التي يتوظَّف الرجال فيها مع النساء ... ولا شك أن أعداءنا وأذناب أعدائنا ـ لأنه يوجد فينا أذناب لهؤلاء الأعداء، درسوا عندهم وتلطَّخوا بأفكارهم السيئة، ولا أقول إنهم غسلوا أدمغتهم، بل أقول إنهم لوَّثوا أدمغتهم بهذه الأفكار الخبيثة المعارضة لدين الإسلام ـ قد يقولون: إن هذا لا يعارض العقيدة، بل نقول إنه يهدم العقيدة، ليس معارضة العقيدة بأن يقول الإنسان بأن الله له شريك، أو أن الله ليس موجودا وما أشبهه فحسب، بل هذه المعاصي تهدم العقيدة هدما، لأن الإنسان يبقى ويكون كأنه ثور أو حمار، لا يهتم بالعقيدة ولا بالعبادة، لأنه متعلق بالدنيا وزخارفها وبالنساء، وقد جاء في الحديث الصحيح: «ما تركتُ بَعدي فتنة أضرَّ على الرجال من النساء»، ولهذا يجب علينا نحن ـ ونحن أمة مسلمة ـ أن نعارض هذه الأفكار، وأن نقف ضدها في كل مكان وفي كل مناسبة، علما بأنه يوجد عندنا قوم ـ لاكثَّرهم الله ولا أنالهم مقصودهم ـ يريدون هذا الأمر، ويريدون الفتنة والشر لهذا البلد المسلم المسالم المحافظ، لأنهم يعلمون أن آخر معقل للمسلمين هو هذه البلاد، التي تشمل مقدسات المسلمين، وقبلة المسلمين، ليفسدوها حتى تفسد الأمة الإسلامية كلها، فكل الأمة الإسلامية ينظرون إلى هذه البلاد ماذا تفعل، فإذا انهدم الحياء والدين في هذه البلاد فسلام عليهم، وسلام على الدين والحياء. لهذا أقول: يا إخواني، يجب علينا شبابا، وكهولا، وشيوخا، وعلماء، ومتعلمين، أن نعارض هذه الأفكار، وأن نقيم الناس كلهم ضدَّها، حتى لا تسري فينا سريان النار في الهشيم فتحرقنا، نسأل الله تعالى أن يجعل كيد هؤلاء الذين يدبِّرون مثل هذه الأمور في نحورهم، وأن لا يُبلِّغهم منالهم، وأن يكبتهم برجال صالحين حتى تخمد فتنتهم، إنه جواد كريم».
وبعد إيراد هذه الكلمات المضيئة من كلام الشيخين الجليلين العالمين الربانيين شيخنا الشيخ عبدالعزيز بن باز والشيخ العلامة محمد العثيمين رحمهما الله في بيان أخطار كشف النساء وجوههن واختلاطهن بالرجال الأجانب الذي يترتب عليه فقد النساء للحياء وتيسر الوصول إلى الفواحش بسلوك المراحل المؤدية إليها التي جاءت في بيت الشاعر أحمد شوقي: 
نظرة فابتسامة فسلامُ ** فكلام فموعد فلقاءُ
أقول: إن مما حدث في هذه البلاد منذ سنوات قليلة بمكر التغريبيين الاختلاط بين الرجال والنساء في مكاتب العمل وفصول الدراسة والمجالس والمنتديات والبيع في الأسواق وغير ذلك مع سفور النساء عن وجوههن، وظهر مصطلح الزميل والزميلة بين الموظف والموظفة بسبب الاختلاط وهو مصطلح جديد لم يكن له وجود قبل عدة سنوات، أفيليق بمن له عقل ودين أن يرمي بالنساء بين ذئاب البشر في هذه المجالات المختلفة وغيرها؟! أين الغيرة على المحارم؟! وأين التباعد عن أسباب الدياثة؟! أين الحياء من الله؟! أين الشهامة؟! أين الرجولة؟! أين المروءة؟! أين الأنفة؟! أين النفوس الأبية؟! أين الهمم العلية؟! أين شيم الرجال؟! أين الاعتبار بمن حولنا ممن سبقت نساؤهم إلى تقليد نساء الغرب فكشفن الوجوه ثم آل أمرهن إلى التعري المشين؟! {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}، اللهم لطفك بالبقية الباقية بلاد الحرمين.
وأسأل الله عز وجل أن يحفظ على هذه البلاد حكومةً وشعباً أمنها وإيمانها وسلامتها وإسلامها وأن يبقيها على الأسس التي قامت عليها دولتها وأن يقيها شر الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يوفق خادم الحرمين للأخذ بنصح الناصحين الذين يدعون إلى الجنة والحذر من التغريبيين الماكرين الذين يدعون إلى النار، إنه سميع مجيب.

وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

الأحد، 5 يوليو 2015

مذهب أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات

ما هو مذهب أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات، وما الفرق -يا سماحة الشيخ- بين الأسماء والصفات؟


بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فمذهب أهل السنة والجماعة في أسماء الله وصفاته هو إثباتها وإمرارها كما جاءت، وعلى الوجه اللائق بالله -سبحانه وتعالى- من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، عملاً بقوله -سبحانه-: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ[الشورى: 11]. وقوله -سبحانه-: وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا[الأعراف: 180].

الأربعاء، 15 أبريل 2015

فضل العلم وفوائده


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهدي الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله . 
أما بعد :
فإن الله تعالى ما فضل المفضل يتضمن من الفضائل الفاخرة والمسائل الفاضلة التي يتعد نفعها ويتوسع خيرها أكثر من غيرها ، إن العلم ينفع الناس أكثر من غيره وحاجتهم إليه أعظم من حاجتهم إلى الطعام والشراب . قال الإمام أحمد رحمه الله : " الناس إلى العلم أحوج منهم إلى الطعام والشراب ، لأن الرجل يحتاج إلى الطعام مرة أو مرتين ، وحاجته إلى العلم بعدد أنفاسه " ، واشتغالهم به – العلم – من أفضل الطاعات وأعظم القربات إذ هو عبادة من العبادات قال بعض أهل العلم : " العلم صلاة السّرّ وعبادة القلب " وهو أفضل ما تشغل به الأوقات وتبذل في سبيل تحصيله الجهود والطاقات فبه ينال العبد أسنى الدرجات وأسمى المقامات ، قال تعالى :  يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أتوا العلم درجات  { المجادلة: 11 }، وقال تعالى :  ترفع درجات من نشاء  {يوسف : 76 }، وله من الله بذلك أفضل التشريفات وكان أهلا لأجمل الشهادات قال تعالى :  شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو ا العلم قائما بالقسط  { آل عمران: 18 } ، وناهيك بها شرفا وفضلا ، وكفى به عزة وفخرا ، كيف لا وقد ذكر الله ثالثا بعد ما بدأ بنفسه وثنى بملائكته وهو سمة الخشية عند العلماء قال تعالى :  إنما يخشى الله من عباده العلماء  {فاطر : 28 } والعلم نور يهتدي به في ظلمات الشكوك والجهالات وسكينة للقلوب والنفوس وحبه من كل ما يشوبها ويشوهها من الشبهات والشهوات ، وهو الأساس الأعظم لجميع المعاملات ، وهو الشرط الألزم لصحة الأعمال والأقوال وعامة التصرفات وهو مفتاح باب كل ذلك من العبادات والطاعات قال تعالى :  فاعلم أنه لا إله إلا الله  { محمد : 19} فبدأ بالعلم وما ذلك إلا لعظمته وشرطيته وعلى هذا بنى العلماء أحكاما ومنه استخرجوا حكما منها ما بوب به الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه " باب العلم قبل القول والعمل " فهو الدافع الموجه إلى فعل الطاعات وكسب الحسنات والمانع الصارف من المعاصي وفعل السيئات ، وقوام العبد في هذه الحياة وسبيله الموصل
إلى الجنات قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة " . وإن ثوابه ينفع صاحبه في حال الحياة وبعد الممات قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا مات أبن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به ...." فمن أوتي العلم فقد أوتي خيرا كثيرا ونال به فضلا كبيرا وكان أهلا لخير الله وجديرا ، قال صلى الله عليه وسلم " من يرد الله به خيرا يفقه في الدين " فبالعلم يعرف الله – أسماءه وصفاته وأفعاله وآلاءه – وهدي إلى صراطه ،و بالعلم يهتدي الى التفريق بين حلاله و حرامه وبالعلم تعلم طاعة الله من معصيته ، وبالعلم يهتدي العبد إلى الفرق بين الأحكام الخمسة – التكليفية الشرعية –– التابعة لجمع حركاته وسكناته فالعلم مفتاح صلاحه وباب سعادته فبالعلم يتوصل العبد إلى إحقاق ما ينفعه واتقاء ما يضره ، ولما كانت فوائد العلم أكثرمن أن تحصر ؟؟؟ أشهر من تذكر ، فتعرف ولا تنكر ، وعليها العبد ربه يشكر ،و لكل من علمه الناس أهل السماء و الأرض والحوت والنمل يستغفر ، ومن أجل نيله وبلوغ قمته وتحصيل فضله وتحقيق خيره أمر الله العباد بالتعلم وبدونه عدم التعلم وكذا أمر أشرف الخلق صلى الله عليه وسلم بالاستزادة منه فقال تعالى :  وقل ربي زدني علما  {طه : 114} ولو كان هناك شيء أفضل من العلم لسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم من ربه وطلب الزيادة منه فلما كان العلم فرضا ونفلا فإن الأنبياء كانوا له أهلا ، واستحقوا به فضلا ، فالرسول صلى الله عليه وسلم ، مضى في تحقيقه استزادة وطلبا وسيدنا موسى اتخذ في سبيل نيله وتحصيله طريقه في البحر عجبا فقال لمعلمه :  هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا  { الكهف : 66} وكذلك تحمل السلف الصالح في سبيله ما اعترضهم من الشدائد والعقبات وتجاوزوها بجزم وحلم وتجلد وفي تحمل ما فيها من آلام لما يجدون بعدها من آمال وحسن مآل و ذلك هو درب الأعلام ، وسيرتهم حافلة بهذا ومناقبهم فاضلة فيه و اجازاتهم فاخرة به فله شرف استحقاق لميراث الأنبياء و كانوا به علماء و له أمناء و تحمله و بذله حلماء نزهاءفكان حقهم فيه ظاهرا وحظهم وافرا قال صلى الله عليه وسلم : " العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما ولكن ورثوا العلم فمن أخذ به أخذ بحظ وافر " فكانوا حقا عدولا في تحمله وبذله وعلموه غيرهم كما تعلموه من غيرهم، فبذلوا قواتهم وقضوا أوقاتهم وصرفوا هممهم إلى تصفيته من شائبة ونفوا عنه كل ما ليس له صلة ثابتة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالبين وتأويل الجاهلين وانتحال المبطلين " وبعد كل هذا الذي ذكرناه من فضل العلم وشرف ذويه حالا ومآلا ، دنيا وأخرى ، هل يستوي العلماء وغيرهم ممن ليسوا بعلماء . فلاشك في كونهم لا يستوون في نظر الحكماء الألباء لأن العالم يسير على نور من ربه بينما غير العلماء كمن يمشي في الظلمات بعضها فوق بعض ليس بخارج منها إلا إذا استنار بنور العلم ، فالعلماء في أعلا الدرجات والجهلاء في أسفل الدركات فلا يستوون إذا أبدا ، قال تعالى : قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكروا أول الألباب  {الزمر: 9} فالعلم العلم عباد الله ، إذ العلم جماع المنافع وترجمان الخير والصلاح مراجع ، فاصدقوا في الطلب وأخلصوا لله في القصد فذانك مهمان ؟؟؟ نافعان وله من كل زلل أو خلل مانعان ، ومن قواصم الطريق عاصمان والله حسبك وعليه التكلان . 
.وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك .

الشيخ عبد الغني عويسات
المرجع .. مجلة منابر الهدى العددالأول –السنة الأولى –رمضان ---1421هجرية 

الخميس، 11 ديسمبر 2014

تمزق السلفيين : هذا متشدد ،هذا متساهل .... نصيحة غالية من العﻼمة ربيع السنة



قال االعﻼمة المحدث حامل لواء الجرح والتعديل في هذا العصر بحق
ــ وإن رغمت أنوف الحزبيين ــ
الشيخ الوالد ربيع السنة حفظه الله :
فأنا أنصح اﻵن ، هناك لهجة تمزق السلفيين : ) هذا متشدد ( ، ) هذا
متساهل ( ويبثها أهل البدع ليضربوا السلفيين بعضهم ببعض ،
فأنا أنصح السلفيين في كل مكان أن يدرسوا منهج السلف ومواقف السلف
لتجتمع كلمتهم على هذا المذهب، ويتركوا التنابز باﻷلقاب والقيل والقال
فيما بينهم، ويتفقوا أن يقفوا جميعا صفا واحدا في مواجهة البدع بالحجة
والبرهان والعلم والبيان .
وأنا أعرف اﻵن أن هناك أناسا يطعنون في أهل المدينة، فأنصح الجميع أن
يتقوا الله ـ تبارك وتعالى ـ، وأن اﻹسﻼم ﻻ يطلب منا أن نصب الناس
كلهم في قالب واحد، فإذا صدع بالحق شجعه ـ يا أخي ـ وﻻتخذله، وإذا
رأيت أخاك ضعيفًا فاصبر عليه .
) ) المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل
خير ( (
إذا كنت مؤمنا ضعيفا ﻻ تخذل أخاك، وإذا كان هذا مؤمنا قويا فﻼ يحطم
أخاه الضعيف، فليتماسكوا وليجعلوا من أنفسهم جماعة واحدة ويتركوا
الكﻼم هذا ويحسموا هذا الباب .
فأنا أنصح الجميع أن يتقوا الله وأن يتآخوا ويتعاونوا على البر والتقوى،
ومن كان قويًّا يقول بالحق فﻼ يعارَض، يشجع وﻻ يوصم بالتشدد، فإن هذا
أعظم فرصة ﻷهل البدع، كلمة واحدة قالها بعض المشايخ في إنسان
مجاهد يدعو إلى الله ويبين، تعلقوا بها وضربوا بها الدعوة السلفية،
فالعبارات التي تسقط من بعض اﻹخوان )متساهل ( أو )متشدد ( تُترَك، إذا
كان أخوك يدعو وعنده شيء من الضعف فﻼ تخذله وﻻ تحطمه، وإذا تشجع
أخوك وقال كلمة الحق وصدع بها فﻼ تفت من عضده.هذه نصيحة للجميع .
المصدر :
مجموع كتب ورسائل وفتاوى العﻼمة ربيع بن هادي المدخلي حفظه اللهج 14 / ص 175، 176، 177